قصص أطفال.. قصة ممتعة للأطفال تدور حول مجتمع نمل كادح يواجه خطر غزو حشرات مدمرة تهدد وجوده.
في زاوية هادئة من الغابة، كان هناك مجتمع نمل يعيش في انسجام وتنظيم لا مثيل له. كان هذا المجتمع يشتهر بكدّه ومثابرته، حيث اعتاد أفراده العمل من الفجر حتى غروب الشمس، يجمعون الطعام ويبنون الأنفاق ويعتنون باليرقات الصغيرة. كان كل فرد يؤدي دوره بإخلاص، فالنظام هنا لا يعترف بالكَسَل.
كانت هذه المستعمرة تقع بجانب شجرة بلوط عملاقة، جذورها تمتد عميقًا في الأرض، وتمنح النمل الحماية والمأوى. وفي مقابل ذلك، كان النمل يجمع الأوراق الصغيرة المتساقطة ويعيد تدويرها لتغذية الشجرة. كانت العلاقة بين الشجرة والنمل قائمة على التعاون والتوازن، مما جعل المجتمع مزدهرًا وآمنًا.

ذات يوم، وبينما كان النمل منهمكًا في العمل، لاحظ أحدهم حركة غريبة فوق سطح الأرض. كان هناك ظل ضخم يمرّ بسرعة بين الأعشاب، يرافقه صوت حفيف غريب. أرسل النمل الحارس إشارات تحذيرية باستخدام قرون استشعاره، فتوقفت الحركة في المستعمرة تمامًا، وأصغى الجميع في صمت.
سرعان ما اتضح أن هذا الظل يعود إلى جيش من حشرات ضخمة وغريبة الشكل. كانت هذه الحشرات تُعرف بأنها مدمّرة، لا تكتفي بسرقة الطعام، بل تدمر المستعمرات بأكملها. أدرك النمل أن خطرًا كبيرًا يقترب، وبدأوا يعقدون اجتماعًا عاجلاً في قاعة التجمع الكبيرة داخل المستعمرة.

قال كبير النمل بحزم:
“لا يمكننا الانتظار حتى يهاجمونا. علينا أن نضع خطة لحماية مستعمرتنا!”
بدأت الأفكار تتدفق. اقترح أحدهم بناء جدار من الطين والأحجار حول مدخل المستعمرة، بينما اقترح آخر حفر ممرات إضافية كطرق هروب في حال اقتحام المستعمرة. كان بعضهم يعتقد أن المواجهة المباشرة هي الحل، بينما أصر آخرون على ضرورة التفاوض مع الحشرات الغريبة.
بعد نقاش طويل، قرر المجتمع تقسيم الجهود. بدأت مجموعة من النمل ببناء جدار حول المستعمرة مستخدمة الطين والأحجار الصغيرة. أما مجموعة أخرى، فشرعت في تخزين الطعام داخل أعمق الأنفاق تحسبًا لحصار طويل.

في تلك الليلة، بينما كان الجميع يراقبون من داخل المستعمرة، اقتربت الحشرات المدمّرة من المدخل. توقفت أمام الجدار الطيني وبدأت تضربه بقوة. لكن النمل لم ييأس. خرج فريق صغير بخطة ذكية: قاموا بحفر ممر تحت الأرض يصل إلى خلف صفوف الحشرات، وهاجموها من الخلف مستخدمين الرمال والأغصان لإرباكها.
اشتدّت المعركة، لكن النمل كان منظمًا وشجاعًا. بينما كانت الحشرات تشتت انتباهها بالمعركة، انهارت بعض الحفر التي حفرتها بنفسها، مما أجبرها على التراجع.

بعد انسحاب الحشرات، اجتمع النمل تحت الشجرة للاحتفال بانتصارهم. كان الجميع يعلم أن التحديات لن تنتهي، ولكنهم أدركوا أن العمل الجماعي والتخطيط هما المفتاح لحماية مجتمعهم.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح النمل أكثر يقظة واستعدادًا، يعلّم صغاره أهمية الاتحاد أمام الأخطار. وهكذا استمر مجتمع النمل في الكفاح والعمل بجد، حاملاً دروس الشجاعة والإصرار كجزء من هويته.