الدب القطبي، المعروف علميًا باسم Ursus maritimus، هو أحد أعظم الحيوانات المفترسة في العالم وأحد رموز القطب الشمالي. يعيش في أقصى شمال الكرة الأرضية، وهو من أكبر أنواع الدببة حجمًا، حيث يصل وزن الذكر البالغ إلى 600 كيلوجرام، وطوله إلى حوالي 3 أمتار. يتميز بفرائه الأبيض الكثيف وقدرته الفائقة على التكيف مع بيئة قاسية تعتبر من بين الأكثر تطرفًا على وجه الأرض.
موطن الدب القطبي وتصنيفه
ينتمي الدب القطبي إلى عائلة الدببة، وهو نوع مميز يعيش حصريًا في المناطق الجليدية حول القطب الشمالي. تشمل موائله الطبيعية كندا، روسيا، النرويج ، غرينلاند، وأجزاء من ألاسكا. يعتمد وجود الدب القطبي بشكل كبير على الجليد البحري، حيث يستخدمه كقاعدة لصيد فرائسه الأساسية، وهي الفقمات.
الخصائص الجسدية
- الفراء والبشرة:
يتميز الدب القطبي بفراء أبيض كثيف يوفر له تمويهًا طبيعيًا في البيئة الجليدية، لكنه في الواقع شفاف ويمتص ضوء الشمس لزيادة دفء الجسم. تحت الفراء، توجد بشرة سوداء تساعد في امتصاص الحرارة. - الأقدام:
أقدامه كبيرة ومغطاة بالفراء لتحسين الثبات على الجليد، ومزودة بمخالب قوية تساعده في الإمساك بالفرائس وتسلق الكتل الجليدية.
النظام الغذائي والصيد
الدب القطبي هو آكل لحوم بامتياز، حيث تعتمد 90% من غذائه على الدهون الحيوانية. الفقمات هي مصدر الغذاء الرئيسي له، خصوصًا فقمات الحلقية. يصطاد الدب القطبي عن طريق الانتظار بالقرب من فتحات التنفس في الجليد، وينقض بسرعة على الفريسة عندما تظهر.
التكيفات مع البيئة القاسية
- الدهون العازلة:
يمتلك الدب القطبي طبقة سميكة من الدهون تحت الجلد تساعده على مقاومة البرد وتحمل فترات طويلة من الصيام أثناء الصيف عندما يقل الجليد البحري. - السباحة:
يُعتبر الدب القطبي سباحًا ماهرًا، حيث يستطيع السباحة لمسافات طويلة تصل إلى 60 كيلومترًا دون توقف بحثًا عن الجليد أو الطعام.
التكاثر ودورة الحياة
تتزاوج الدببة القطبية في الربيع، وتقوم الأنثى بحفر أوكار في الثلج لوضع صغارها خلال الشتاء. تلد الأنثى عادة توأمين صغيرين أعمى وضعيف، لكنهما ينموان بسرعة بفضل حليب الأم الغني بالدهون. تبقى الصغار مع أمهاتها لمدة تصل إلى عامين لتعلم مهارات الصيد والبقاء.
التهديدات والبقاء
رغم أن الدب القطبي يتصدر السلسلة الغذائية، فإنه يواجه تهديدات خطيرة بسبب تغير المناخ. ذوبان الجليد البحري الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة يقلل من موائله الطبيعية، مما يجبره على البحث عن الطعام على اليابسة حيث تكون الموارد أقل. بالإضافة إلى ذلك، تشكل الأنشطة البشرية، مثل استخراج النفط والتلوث، تهديدًا إضافيًا.1
الدور في النظام البيئي
يُعد الدب القطبي حيوانًا رئيسيًا في النظام البيئي القطبي، حيث يساعد في الحفاظ على توازن أعداد الفقمات، مما يؤثر بدوره على صحة الجليد البحري والبيئة المحيطة.
جهود الحماية
تم تصنيف الدب القطبي كنوع “معرض للانقراض” ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة . وتشمل جهود الحماية تقليل انبعاثات الكربون، وإنشاء محميات طبيعية، والحد من الأنشطة البشرية الضارة في القطب الشمالي.
حقائق مثيرة عن الدب القطبي
- يمكن للدب القطبي شم رائحة فريسته على بعد أكثر من كيلومتر.
- يستطيع الركض بسرعة تصل إلى 40 كيلومترًا في الساعة.
- الدببة القطبية في الواقع ليست بيضاء بالكامل؛ يتغير مظهرها حسب انعكاس الضوء.
الدب القطبي هو رمزٌ مذهل لجمال الطبيعة القاسية وقدرتها على التكيف. ومع ذلك، فإنه يواجه مستقبلًا غير مؤكد في ظل تغير المناخ والتحديات البيئية. الحفاظ على هذا الكائن الرائع يتطلب جهودًا دولية مكثفة لحماية بيئته وضمان استمراريته للأجيال القادمة.