قصص اطفال..قصة رحلة أوراق الخريف: قصة تعليمية للأطفال تتحدث عن فصل الخريف ودورة الحياة التي تمر بها الأشجار خلال هذا الفصل.
في يومٍ من أيام الخريف الجميلة، كانت هناك شجرة صغيرة تقع في أحد الغابات الهادئة. كانت هذه الشجرة صغيرة ولطيفة، لها أوراق خضراء زاهية تحب أن تتراقص مع الرياح. ولكن، في هذا اليوم، بدأت السماء تتغير، وبدأت الرياح تهب بقوة، ما جعل الأوراق تتساقط بشكل غير معتاد.
شعرت الشجرة الصغيرة بالقلق، حيث أن هذا لم يحدث من قبل. كانت تراقب الأوراق وهي تتناثر حولها وتدور في الهواء، وكأنها ترقص في مهرجان كبير. فزعَت الشجرة الصغيرة وقررت أن تستفسر عن هذا التغيير من جارتها العجوز، شجرة كبيرة ضاربة الجذور.
قالت الشجرة الصغيرة: “لماذا تتساقط أوراقي؟ ماذا يحدث؟”
ابتسمت الشجرة الكبيرة وقالت: “يا صغيرتي، هذا هو فصل الخريف. هو وقت التغيير والتحول. عندما يأتي الخريف، تبدأ الأشجار في التخلص من أوراقها لتستعد لفصل الشتاء البارد.”
سألت الشجرة الصغيرة بفضول: “لكن لماذا؟ لماذا يجب علينا ترك أوراقنا؟”
أجابت الشجرة الكبيرة: “إن الأوراق في الصيف تساعد الأشجار على امتصاص الضوء والماء لصنع الطعام. ولكن في الخريف، تبدأ الأيام في التقلص وتصبح الأيام أقصر. لا يمكن للأشجار أن تواصل صنع الطعام بنفس الطريقة، لذا تبدأ الأوراق في التغير ثم تتساقط لتستريح الشجرة وتبقى قوية خلال الشتاء.”
فهمت الشجرة الصغيرة قليلاً، لكن ما زال هناك شيء غامض في ذهنها. فسألت: “هل ستعود أوراقي بعد الشتاء؟”
أجابت الشجرة الكبيرة: “نعم، في الربيع، ستنمو أوراق جديدة، وستكون أجمل وأقوى. كل فصل يحمل في طياته درسًا جديدًا. الخريف يعلمنا أن التغيير ليس دائمًا سيئًا، بل هو جزء من دورة الحياة.”
شعرت الشجرة الصغيرة بالراحة قليلاً. ولكن، بينما كانت تراقب الأوراق وهي تسقط من حولها، اكتشفت شيئًا جميلًا. رأَت كيف أن الرياح كانت تحمل الأوراق إلى أماكن مختلفة، حيث تلتقي أوراق الشجر بأوراق أخرى وتختلط مع بعضها البعض. كانت تشكل لوحات فنية رائعة على الأرض، لونها مزيج من الأحمر والبرتقالي والذهبي.
قالت الشجرة الصغيرة لنفسها: “ربما يكون الخريف هو الوقت الذي نترك فيه شيئًا وراءنا، ولكننا دائمًا نترك شيئًا جميلًا ومميزًا.”
وفي تلك اللحظة، قررت الشجرة الصغيرة أن تحتفل بتغيير الخريف. فهي الآن تفهم أن التغيير يمكن أن يكون جميلًا، وأنه لا يوجد شيء يدعو للخوف منه.
ومع مرور الأيام، بدأت الشجرة الصغيرة تُكسب القوة تدريجيًا، وعندما جاء فصل الشتاء البارد، كانت الشجرة صغيرة ولكنها قوية، تنتظر بفارغ الصبر وصول الربيع لتعيد الحياة والنضارة إلى أوراقها من جديد.