قصص أطفال.. قصة الصديق الوفي

You are currently viewing قصص أطفال.. قصة الصديق الوفي

قصص أطفال.. قصة الصديق الوفي..     تحكي القصة عن صبي يُدعى سالم ينقذ قطة صغيرة من مأزق، فتبدأ بينهما صداقة مميزة.  تعكس القصة معنى الصداقة الحقيقية والإخلاص، مهما كانت الفوارق بين الأصدقاء.


في قرية صغيرة بين التلال الخضراء، عاش صبي يُدعى سالم. كان سالم فتى طيب القلب ومحبًا للمغامرات، لكنه كان يشعر بالوحدة. كان يتمنى دائمًا أن يجد صديقًا يشاركه أوقاته ويبادله الأحاديث.

ذات يوم، بينما كان سالم يتجول في الغابة القريبة من قريته، سمع صوت مواء ضعيف قادم من بين الأشجار. اتبع الصوت بحذر حتى وجد قطة صغيرة محاصرة بين أغصان كثيفة وشائكة. كانت القطة تحاول الخروج، لكنها لم تكن قادرة على تحرير نفسها.

اقترب سالم بهدوء وقال بصوت طمأنينة:
“لا تخافي، سأخرجك من هنا.”
بدأ بإزالة الأغصان بعناية، متجنبًا إيذاء القطة. عندما انتهى، قفزت القطة الصغيرة إلى الأرض ونظرت إليه بعينيها الواسعتين وكأنها تشكره.

منذ ذلك اليوم، أصبحت القطة صديقة لسالم. كانت تتبعه أينما ذهب، تموء بلطافة عندما يريد اللعب، وتجلس بجانبه عندما يجلس تحت ظل شجرة ليقرأ أو يفكر. كان سالم يشعر أنها تفهمه بطريقة غريبة، وكأن بينهما لغة خاصة لا يفهمها أحد سواهما.

كانا يقضيان وقتهما في استكشاف الغابة معًا. كانت القطة تسير برشاقة على الأغصان، وتقفز هنا وهناك، وتريه أشياء لم يكن يلاحظها من قبل. علّمته كيف يلاحظ حفيف الأوراق الذي ينذر بقدوم الريح، وكيف يستمتع بصوت العصافير وكأنها تعزف موسيقى.

في أحد الأيام، أثناء لعبهما بالقرب من النهر، سمعا صوت استغاثة. كانت فتاة صغيرة قد علقت على صخرة في وسط النهر الجاري، وكان التيار قويًا. شعر سالم بالخوف لأنه لا يجيد السباحة، لكنه لم يتردد.

نظر إلى القطة وقال: “علينا أن نساعدها!”

قفزت القطة إلى النهر دون تردد، رغم صغر حجمها. شقت طريقها عبر التيار بحركات سريعة ومرنة حتى وصلت إلى الفتاة. أمسكت القطة بطرف ثوب الفتاة بأسنانها وساعدتها على التوازن. على الضفة، كان سالم قد قطع غصنًا طويلًا ومدّه نحو الفتاة، التي أمسكته بشدة وساعدها على الصعود إلى بر الأمان.

جلست الفتاة على الأرض، ترتجف من الخوف، لكنها شكرت سالم والقطة بحرارة: “لقد أنقذتم حياتي! لن أنسى هذا أبدًا!”

منذ ذلك اليوم، أصبح الجميع في القرية يعرفون قصة سالم وصديقته القطة الشجاعة. أحب الناس القطة واعتبروها رمزًا للإخلاص والجرأة.

تعلّم سالم أن الصديق الحقيقي يكون بجانبك عندما تحتاجه، وأن يمنحك القوة حتى في أصعب المواقف.