قصص أطفال..قصة السنجاب وفصل الشتاء.. تتناول القصة مغامرة السنجاب والغزال في مواجهة تحديات الشتاء، مركزة على أهمية التعاون والصداقة.
في غابةٍ بعيدة، كانت الحيوانات تستعد بفارغ الصبر لفصل الشتاء. كان الجميع يعمل بجد؛ تجمع الطيور الأغصان لتقوية أعشاشها، وتدفن القنافذ أوراق الأشجار لتدفئة جحورها، بينما تملأ السناجب جحورها بالجوز والبذور.
في زاوية هادئة من الغابة، وقف السنجاب الصغير تحت شجرة بلوط كبيرة، يراقب حركة الحيوانات حوله. لم يكن يعرف الكثير عن الشتاء؛ فهو لم يعشه من قبل. سأل أحد أصدقائه عن سبب هذا النشاط الكبير، فأخبره أن الشتاء هو الوقت الذي يبرد فيه كل شيء، وتصبح الأرض مغطاة بالثلج، وأن الطعام يصبح نادرًا. نصحه صديقه أن يجمع الجوز والبذور لتخزينها في جحره، حتى يبقى دافئًا وشبعانًا خلال الأيام الباردة.
بكل حماس، قفز السنجاب من غصن إلى آخر، يبحث عن الجوز في كل مكان. كان يعمل بلا توقف، ينقل الجوزة تلو الأخرى إلى جحره. وبينما كان يتنقل في الغابة، لاحظ غزالًا صغيرًا يجلس وحيدًا تحت شجرة. كان الغزال يبدو حزينًا ووحيدًا، مما أثار فضول السنجاب. اقترب منه وسأله عن سبب حزنه.
أجاب الغزال بصوت خافت أنه يشعر بالقلق لأنه لا يعرف كيف يستعد لفصل الشتاء، ولا يمتلك مأوى يحميه من البرد القارس. فكر السنجاب للحظة ثم قرر أن يساعده. عرض عليه أن يعملا معًا لبناء مأوى مناسب يحميه من البرد، ووعده بمشاركته الطعام إذا احتاج إليه.
بدأ الاثنان بالعمل جنبًا إلى جنب، يجمعان الأغصان والأوراق لصنع مأوى دافئ. لكن قبل أن ينتهيا من عملهما، اجتاحت الغابة عاصفة شتوية مفاجئة. اشتدت الرياح، وبدأت الأمطار تهطل بغزارة. اندفعت الحيوانات إلى جحورها، لكن الغزال لم يكن لديه مكان يذهب إليه.
نظر السنجاب إلى صديقه وقال: “يمكنك القدوم معي إلى جحري! سنتشارك المكان حتى تهدأ العاصفة.”
أسرع الاثنان إلى الجحر الصغير. جلسا هناك، يشعران بالدفء، ويتحدثان عن أحلامهما وخططهما لفصل الشتاء. عندما انتهت العاصفة، خرج الاثنان ليجدا الغابة مغطاة بطبقة ناصعة من الثلج.
حينها قال السنجاب لصديقه: “الشتاء ليس مخيفًا إذا كنا معًا. التعاون والصداقة يجعلان كل شيء أدفأ وأسهل.”
ابتسم الغزال وشكر صديقه على كرمه ومساعدته. ومنذ ذلك اليوم، بقي الاثنان صديقين مقربين، يتشاركان الطعام والمأوى ويستمتعان بجمال الغابة في كل فصل من فصول العام.