ما هي البراكين وكيف تتكون ؟! تعد البراكين من الظواهر الطبيعية الرائعة والمثيرة للاهتمام، فهي تنتج عن عمليات جيولوجية معقدة تؤثر بشكل كبير على شكل وطبيعة الأرض . وتنتشر البراكين في جميع أنحاء العالم، كما تختلف في شكلها وحجمها وطبيعتها البركانية. لذلك، فإن فهم هذه الظاهرة الطبيعية الفريدة يتطلب المزيد من المعرفة والتعرف على المفاهيم الأساسية حولها.
ما هي البراكين وكيف تتكون ، وما هي أخطرها؟
في هذا المقال، سنتحدث بشكل موسَع عن مفهوم البراكين وكيفية تكونها، بالإضافة إلى توضيح الأنواع الرئيسية من البراكين وأخطرها. سنستكشف أيضًا ما هي المعايير التي تحدد درجة خطورة البراكين، وكيفية تأثيرها على البيئة والمجتمعات .
لذا ، إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن البراكين وكيفية تكوينها وأنواعها المختلفة، فتابع معنا هذا المقال الشيق والمفيد.
مفهوم البراكين: ما هي وكيف تتكون؟
البراكين هي عبارة عن فتحات طبيعية في قشرة الأرض تتيح للمواد البركانية النشطة داخل الأرض إمكانية الخروج والتدفق على سطح الأرض . وتتشكل البراكين بسبب وجود نشاط جيولوجي في باطن الأرض، حيث يتم تسخين الصخور والمواد البركانية بسبب وجود الحرارة الناتجة عن النشاط البركاني والتحركات الصفائحية. وبعد ذلك، تقوم الغازات والصخور الساخنة بالتسرب من خلال الشقوق والفجوات في قشرة الأرض وتتجمع في مكان ما تحت سطح الأرض. ومن هنا تبدأ البراكين في التشكل .
تتنوع أشكال البراكين وأحجامها، فمنها ما يبلغ قمته آلاف الأمتار، ومنها ما يكون قريبًا جدًا من سطح الأرض. وتختلف طرق انفجار البراكين أيضًا، فبعض البراكين تنفجر بشكل هادئ وتنزف الحمم ببطء، في حين يكون انفجار بعض البراكين عنيفًا ويتسبب في إطلاق سحابات من الرماد البركاني والغازات السامة.
بشكل عام، يمكننا القول إن تشكل البراكين هو نتيجة لنشاط جيولوجي يحدث داخل الأرض، كما تختلف طبيعة هذا النشاط وشدته ومكانه من منطقة إلى أخرى. وتحدث البراكين بشكل طبيعي على مدار التاريخ، وتتسبب في العديد من الأضرار الطبيعية والبيئية والإنسانية، ولكنها في نفس الوقت توفر مواد خصبة وغنية بالعناصر التي تساعد في تعزيز الحياة النباتية والحيوانية في المناطق البركانية.
أنواع البراكين الرئيسية وفروقاتها في السلوك البركاني
تختلف البراكين عن في شكلها وحجمها ، كذلك في الطريقة التي تنفجر بها . وتوجد عدة أنواع رئيسية للبراكين تتميز بخصائص فريدة من ناحية سلوكها البركاني. ومن بين الأنواع الرئيسية للبراكين نذكر :
1- البراكين الدرعية :
تتميز هذه البراكين بشكلها الواسع والمسطح والذي يشبه الدّرع، و تنتج البراكين الدرعية بسبب تدفق الحمم البركانية الرقيقة والمتدفقة بشكل بطيء على مدى فترة زمنية طويلة. وتتواجد هذه البراكين في المناطق البركانية النشطة كجزر هاواي وجزر القمر وجزر الكناري.
2- البراكين الانفجارية :
تقوم هذه البراكين بالانفجار بشكل عنيف حيث تنطلق منها سحابات من الرماد البركاني والغازات السامة، وتتميز بالتفجيرات الكبيرة والضغط العالي الذي يتسبب في دمار كبير في كامل المناطق المحيطة به .ومن أشهر البراكين الانفجارية نذكر بركان جبل سانت هيلن في الولايات المتحدة وبركان جبل فوجي في اليابان.
3- البراكين الشعاعية :
تعد هذه البراكين من النوع النادر والذي يتميز بشكلها الشعاعي والذي يشبه إلى حدّ كبير تشكيلة نجمية، وينتج هذا الشكل نتيجة تدفق الحمم البركانية على شكل شعاع منفصل في جميع الاتجاهات.
4- البراكين الخيطية :
تتميز البراكين الخيطية بأنها ذات شكل خيطي طويل ونحيف يمكن أن يصل طوله إلى عدة كيلومترات. وتتكون هذه البراكين من تدفق الحمم البركانية على مدى فترة طويلة جدًا على سطح الأرض.
كما تعد البراكين الخيطية من أنواع البراكين النشطة والخطيرة. ومن أشهر البراكين الخيطية حول العالم نجد بركان ماونا لوا في هاواي، وبركان إرتنابانجا في إندونيسيا، وبركان إيرازو في كوستاريكا.
معايير تحديد خطورة البراكين وكيفية تقييم المخاطر :
تعتبر البراكين من الظواهر الطبيعية الخطرة والتي يجب على المجتمعات والحكومات تقييم المخاطر المحتملة لها واتخاذ التدابير اللازمة لتقليل الأضرار التي قد تنتج عنها . ولتحديد خطورة البركان و تقييم مخاطره ، يجب اعتماد العديد من العوامل التي تتضمن:
1- مواقع البراكين :
يعتبر موقع البركان من العوامل الرئيسية في تحديد خطورته، فالبراكين التي تقع قرب المناطق السكانية والتجارية تعتبر أكثر خطورة.
2- التاريخ النشط للبركان :
يعتبر التاريخ النشط للبركان عامل آخر مهم في تحديد خطورته، فالبراكين التي تنفجر بانتظام تشكل تهديدًا أكبر من تلك التي لم تنفجر منذ فترة طويلة.
3- انواع البراكين :
تختلف حدة خطورة البراكين حسب أنواعها ، فمثلا البراكين الخيطية تشكل خطورة أقل من البراكين الانفجارية.
4- حجم البركان :
يعتبر حجم البركان أحد أبرز العوامل التي تؤثر على خطورته، حيث يمكن للبراكين الكبيرة أن تسبب دمارًا كبيرًا في المناطق المحيطة بها.
تأثير البراكين على البيئة والحياة البرية
تؤثر البراكين بشكل كبير على البيئة والحياة البرية المحيطة بها، حيث يمكن أن تؤدي إلى تغيرات جذرية في البيئة الطبيعية. وتتضمن تأثيرات البراكين على البيئة والحياة البرية ما يلي :
1- تدمير النباتات والأشجار: يمكن أن تسبب البراكين في إلقاء كميات هائلة من الرماد والحمم البركانية على النباتات والأشجار، مما يؤدي إلى تدمير النباتات وتغير البيئة الطبيعية للمنطقة المحيطة بالبركان .
2- تلوث الهواء: تطلق البراكين العديد من الغازات السامة والجزيئات الدقيقة في الهواء، مما قد يؤدي إلى تلوث الهواء وتأثيره على الحياة البرية والبيئة المحيطة.
3- تغير المناخ: يؤدي تدفق الحمم البركانية إلى تغيير المناخ المحلي، حيث تتسبب في انبعاثات كبيرة من الغازات الدفيئة وتغير درجات الحرارة.
4- تحسين التربة: قد تساعد بعض البراكين في تحسين التربة، حيث تساعد في إضافة المواد الغذائية الضرورية للتربة وتحسين خصوبتها، وبالتالي تحسين الإنتاج الزراعي.
تأثير البراكين على المجتمعات المحلية
قد تؤثر البراكين على المجتمعات المحلية والإنسانية بشكل كبير، حيث يمكن أن تسبب في تدمير المنازل والمباني والبنية التحتية ، كما تؤدي إلى تشرد الكثير من السكان المحليين مما يؤثر بدرجة كبيرة على سبل عيشهم. وتتضمن تأثيرات البراكين على المجتمعات المحلية والإنسانية ما يلي:
1- تشريد السكان المحليين: يؤدي تأثير البراكين إلى تشريد الكثير من السكان المحليين، حيث يفقدون ممتلكاتهم ويجدون أنفسهم بلا مأوى ولا مورد رزق.
2- تدمير المباني والبنية التحتية: يتسبب تدفق الحمم البركانية في تدمير المنازل والمباني والبنية التحتية، مما يؤدي إلى فقدان الكثير من الممتلكات الخاصة .
3- تأثير على الاقتصاد المحلي: تؤثرالبراكين بطريقة سلبية على الاقتصاد المحلي، حيث تتوقف الأعمال التجارية والصناعية والزراعية، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج .
4- تأثير على الصحة العامة: تتسبب البراكين في إطلاق غازات سامة وجسيمات دقيقة في الهواء، مما يؤثر على صحة الإنسان ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية والجلدية والعيون.
التقنيات الحديثة لرصد البراكين وتوقع انفجارها المحتمل
تعتبر التقنيات الحديثة لرصد البراكين وتوقع انفجارها المحتمل أمراً ضروريا للحفاظ على سلامة الإنسان والممتلكات. ومن بين هذه التقنيات نذكر:
1- اعتماد الأقمار الصناعية: يتم استخدام الأقمار الصناعية للتحقق من التغيرات في النشاط البركاني ومسار التدفقات الحمم .
2- اعتماد تقنيات الرادار: يتم تحليل الانعكاسات الموجية للرادار لرصد حركة الحمم البركانية وتحديد حجمها ومسارها.
3- أجهزة الاهتزاز: حيث تعمل على قياس تغيرات الأرض والهزات الأرضية المصاحبة لنشاط البراكين، وتحديد مكان الهزة وحجمها.
4- اعتماد الطائرات بدون طيار: حيث يتم استخدام الطائرات بدون طيار لرصد البراكين وتصويرها من الجو، وجمع البيانات اللازمة لتوقع الانفجار المحتمل.