1. الهوية والجذور:
محمود بن محمد بن موسى بن مختار المنكّبي عرف محمود بن موسى( 1900 – 1968 ) شخصية جمعيّاتية وسياسيّة وثقافية عامة ووجه بارز من وجوه المسرح التونسي ومؤسس جمعية الأولمبي الباجي عام 1929 . ولد بباجة سنة 1900 في أسرة مدينية من أصول أندلسية تربطها علاقات مصاهرة بعدد من العائلات بباجة وتونس هي عائلات القسطلي والمنشاري والبلاقي والسعيّد والسايس والزاوش ومحسن والجلّولي. والده محمد بن موسى المنكبي كان شيخا ” للمدينة ” بباجة. أما جده موسى بن مختار المنكبي فقد كان ضابطا في عهد أحمد باي برتبة بمباشي وعهد الصادق باي كما كان خليفة في باجة ثم وكيلا بدار البُشماط.
2. تكوين قانوني وتعليم عالي:
تلقى تعليما تحضيريا في أحد الكتاتيب بباجة ثم التحق بالمدرسة الفرنسية العربية – باب الجديد حيث زاول تعليمه الابتدائي ليتحصل على شهادة خثم الدروس الابتدائية الأولية. كان ذلك في ديسمبر 1919. على إثر ذلك التحق بالمدرسة الصادقية ومنها تحصل على البروفي في العربية. وبتاريخ 12 ديسمبر 1928 أحرز على الديبلوم العالي في العربية، كما نجح بامتياز في ديبلوم الحقوق التونسي بجزأيه أو شهادة ختم الدراسات القانونية. تتلمذ محمود المنكبي لعدد من مشاهير الأساتذة أجانب وتونسيين نذكر منهم محمد صالح مزالي، عبد العزيز جعيّط، الطاهر بن عاشور، محمد قاسم / الزمرلي ، صفر، المالقي، بن عمار والقلعي .Mérat , Lélu , Sénat ,Sotton ,Marçais , Bercher , Lacoux , Camussi , Dupla , Rectenwald, Delouche et Lamotte.
3. وظائفه ومساره المهني:
انتدب المنكبي بين سنتي 1923 و 1925 بصفة مترجم بلدي ثم بوصفه ملحقا قضائيا متمرنا بالدائرة الجنائية بمحكمة تونس المسماة آنذاك الوزارة. على إثر ذلك عاد إلى باجة ليشتغل انطلاقا من 1/8/1929 إلى 31/7/1938 بدار القايد أي بالإدارة الأهلية بصفة كاتب عام للقيادة. سمّي محمود المنكبي في 1/8/1938 بموجب نجاحه في مناظرة انتظمت في الغرض ” خليفة ” متطوعا ( معتمدا متربصا وفقا لسلّم التراتب الإداري في العهد الملكي ) بمركز عمل جربة إلا أنه سرعان ما قدّم استقالته من هذا المنصب بسبب عراقيل حدثت له قبل أن يلتحق بمركز عمله ليعود إلى سالف خطته ولكن في غير المركز السابق وبصفة ملحق بالوزارة الأولى ( وزارة الهادي الأخوة ). كلف بمهام خليفة في جبنيانة ثم في السواسي انطلاقا من 1/6/1941 وبتاريخ 2/7/1942 سمّي رسميا خليفة غير مثبت في القيادة نفسها وتم إثباته في خطته تلك بتاريخ 1/1/1943. في عام 1945 سمي خليفة بمركز العمل ثم خليفة بنصرالله ولأسباب صحيّة انتقل بتاريخ 9/12/1952 بمثل خطته إلى الإدارة المدنية بالعاصمة ثم إلى باجة كان ذلك عام 1953. لمّا أحرزت البلاد على استقلالها كان محمود المنكبي خليفة بتبرسق وهناك أثبت حسب التقسيم اإداري الجديد بصفة معتمد. وكان قبل ذلك قد باشر نفس المهام بقصور الساف قبل أن يرتقي إلى رتبة كاهية وتثبت رسالة توجه بها إلى الحبيب بورقيبة رئيس الحكومة التونسية آنذاك ، بأرشيفنا الخاص نسخة منها، أن علاقته بوالي باجة آنذاك البشير بالآغا لم تكن على أحسن ما يرام حتى أنه استغل وضعه الصحي ليمارس عليه ضغوطات يطلب بموجبها إحالته على التقاعد المبكّر مما اضطره إلى رفع تقرير في الغرض إلى رئيس الحكومة الذي كانت تربطه به في نفس الوقت علاقة ذاتية قديمة. وبعد تظلم ورفض يبدو أن حالة محمود المنكبي الصحية التي كانت بالفعل متدهورة بشهادة الدكتور علي العُقبي قد اضطرت الرجل إلى التقدم بطلب إلى وزير الداخلية بتاريخ فيفري 1957 طلب فيه إحالته على المعاش.
4. نشاط جمعياتي مكثف:
أسس محمود المنكبي عددا من الجمعيات وترأسها منها : 1.4 الترقّي الفني 2.4 الجمعية المسرحية الأدبية 3.4 فرع جمعية الشبان المسلمين 4.4 الأولمبي الباجي 5.4 الجمعية الخيرية التي كان يشرف عليها الوجه الاشتراكي المعروف الشاذلي رحيّم 6.4 فرقة موسيقية بإشراف عبد العزيز العقربي 7.4 فرقة نحاسية بإشراف محمد المغراوي 8.4 جمعية للصيد البري” 9.4 فتح مأوى لحفظ الصبيان المزاولين للدراسة بمختلف المعاهد العلمية ” سميت مؤسسة دار الحبيب في مراسلة له لفتحي زهير رئيس ديوان الوزير الأول مؤرخة في 11/3/1955 كتب محمود المنكبي ما يلي: “لي تجربة واطلاع بفضل ما مارسته من مهمات وتراست من منظمات ثقافية واجتماعية ورياضية بباجة والحاضرة.
5 كتاباته:
ألقى محمود المنكبي محاضرات أدبية وتاريخية عديدة في رحاب الجامع الكبير بباجة. وأصدر عددا كبيرا من المقالات الأدبية والفنية والرياضية باللغتين العربية والفرنسية في مختلف الصحف الصادرة بتونس.
6. نشاطه الوطني:
مما تذكره الوثائق الأرشيفية لمحمود المنكبي أنه كان من العناصر التأسيسية لجامعة باجة للحزب الحر الدستوري التونسي بقيادة الشيخ عبد العزيز الثعالبي منذ إنشائه سنة 1920، ويثبت تقرير في شأنه بإمضاء ” قوان ” المراقب المدني بباجة مؤرخ 6/5/1938 أن المنكبي كان إلى حدود سنة 1928 كاتبا عاما لهذه الجامعة. ومما تذكره له المصادر ذاتها أنه كان على صلة وثيقة بأحد الوزراء المنسيين وهو المثقف الاشتراكي و النقابي الشهير الشاذلي رحيّم.