يغادر الان دونالد ترمب نهائيا البيت الأبيض بعد أربع سنوات قضاها على رأس الولايات المتحدة الأمريكية. يعتبر ترمب من أكثر الرؤساء الأمريكين جدلا على الاطلاق اذ كانت ولايته مليئة بالأحداث الساخنة و ذلك منذ بداية فترة رئاسته.
اذ قام منذ البداية بسحب أمريكا من اتفاق باريس للمناخ. من ثم قدم القدس كعاصمة لاسرائيل كما قام بابتزاز دول الخليج على رأسهم السعودية من أجل ضمان حماية الملوك الخليجيين مقابل المال. لم تقتصر القرارات على ذلك فقط. بل قام بحرب تجارية مع الصين و عوقبت شركة هواوي الصينية. و فرض ضرائب كبرى على المنتوجات الصينية. كما قام بحضر عديد السلع من البيع داخل الولايات المتحدة الأمريكية. أوروبا الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية لم تسلم من عقوبات ترمب بل فرضت عليها عديد الضرائب على سلعها.
من أكثر القرارات جرأة هو قرار خروج أمريكا من الاتفاق المبرم مع ايران. و من ثم اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني في مطار بغداد الدولي عن طريق طائرة مسيرة دون طيار. كادت هذه الخطوة أن تشعل حربا اقليمية مع النظام الايراني لولا الوساطات الدولية للتهدئة. الفترة الرئاسية لدونلد ترمب لم تكن مملة بالمرة. اذ تواصلت الأحداث الساخنة و لعل أبرزها ما عاشه العالم برمته من هول وباء كورونا و ما خلفه من اصابات و موتى خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية نتيجة استخفاف ترمب بالوباء. يعتبر ذلك فيصليا من حيث بقاؤه على رأس أقوى دولة بالعاام اذ تعالت الاحتجاجات المطالبة برحيله خاصة أحداث السود في الصائفة المنقضية.
فكانت الانتخابات فرصة تاريخية للاطاحة بأكثر الرؤساء جدلا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. برغم من خسارته الانتخابات الرئاسية أمام منافسه جو بايدن الا أننه شكك في نزاهة الانتخابات. كما دفع أنصاره من اليمين المتطرف للاحتجاج بشدة. ما جعلهم يقتحمون مبنى الكونغرس الأمريكي في حادثة لم تحصل من قبل في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر. وهو مادفع الجمهوريين و الديمقراطيين للمطالبة بمحاكمته و عزله نهائيا من ممارسة أي نشاط سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية. هاهو اليوم يغادر البيت الأبيض و لكننا على يقين أن الاحداث الأكثر جدلا المرتبطة بدونالد ترمب لم تنتهي بمغادرته. لأننا بعد أيام سنشهد محاكمته في الكونغرس الأمريكي و هو ما قد يحدث تطورات كبرى بالولايات المتحدة.