كشفت الأرقام الأخيرة لكبرى المؤسسات المالية كصندوق النقد الدولي و البنك الدولي و عديد وكالات التصنيف الائتماني أن الصين في طريق مفتوح لتسيد العالم عوضا عن الولايات المتحدة الأمريكية بفضل الأداء الباهر لاقتصادها خاصة خلال الأزمة الصحية العالمية نتيجة وباء كورونا.
اذ حقق الاقتصاد الصيني انتعاشة هامة خلال سنة 2020 مقارنة باقتصاديات بقية دول العام التي كان نموها سلبيا نتيجة مخلفات أزمة كورونا. و رغم الانكماش المسجل في بداية سنة 2020 بسبب قرار الاغلاق الا أن بورصة شنغهاي الصينية تداركت الأمر محققة نموا كبيرا قدر بحوالي 27%. رقم هام جدا و بعيد كل البعد عن اداء بقية بورصات العالمية التي سجلت تراجعا كبيرا.
و حقق مؤشر SHANGHAI COMPOSITE تطورا بحوالي 15,20% مقارنة بمؤشر Dow Jones الأمريكي وهي قفزة اقتصادية هامة جدا لم تسجل من قبل في تاريخ الاقتصاد العالمي. كما حققت المدخرات الصينية نموا هاما بحولي 5 ترليون دولار سنة 2020 وهو رقم كبير و ضخم يعكس قوة الاقتصاد الصيني و تماسكه أمام أزمة الاغلاق التي فرضها وباء كورونا. كما تعكس هذه الأرقام قوة أداء الاقتصاد الصيني خلال الأزمات العالمية.
صندوق النقد الدولي توقع نمو الاقتصاد الصيني خلال سنة 2021 بحوالي 8,2% مقابل نموه ب 1,9% في سنة 2020. وهو ما يجعل الصين من أكثر الدول التي نجحت في تجواز مخلفات أزمة كورونا بالرغم من انطلاق الوباء العالمي منها تحديدا في وهان الصينية. و تشير بعض الأرقام الرسمية أن الاقتصاد الصيني سيتجواز الاقتصاد الأمريكي بحلول سنة 2026.
تطور الوباء العالمي و سرعة انتشاره و تأثيره على اقتصاديات الدول الغربية قد يزيد من صعوبة الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول و قد يعجل بوصول الصين لترأس العالم عوضا عن الولايات المتحدة الأمريكية.